زوال إسرائيل
2022
نبوءة أم
صدف رقمية
إنها ملاحظات
لعلنا نعيد النظر في دراسة التاريخ
هل هناك قانون في عالم المادّة يحكم التاريخ وفق معادلات رياضية شاملة؟؟!
اعتذار
نضجت فكرة هذا البحث قبيل عملية الإبعاد التي نفذتها " إسرائيل " بتاريخ 17-12-1992م. إلا أنني تمكنت من تدوينها في هذا الكتيب في أرض المنفى بالقرب من قرية (مرج الزهور) في الجنوب اللبناني.
لذا لم أتمكن من تحقيق شكليات الرجوع إلى المصادر والمراجع، إلا ما تيسر لي في هذا المكان القفر.
{ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً }الإسراء7
مدخل
يطمح البشر بقوة إلى معرفة المستقبل، وكشف أستار الغيب، وقد شاء اللهُ تعالى أن يُطلع عباده على بعض الغيب لحكمة يريدها، فكانت النبوءات يأتي بها الأنبياء والرسل فتكونَ دليلاً على صدق النبوة والرسالة، وتكون دليلاً على أن علم الله كامل، فيدرك الناسُ بعض أسرار القدر. ولما شاء الله أن يختم الرسالات، وشاء أن يرفع صفات النبوة، أبقى الرؤيا الصادقة، والتي هي اطلاع على الغيب قبل وقوعه، ليعلم الناس ما عجزوا عن تصوره ألا وهو علم الله تعالى بالأشياء قبل وجودها، فيدرك الإنسان أن عجزه عن تصور الأشياء لا ينفي وجودها.
الأمثلة في القرآن والسنة كثيرة يقول سبحانه وتعالى في سورة الروم: ]غلبت الروم في أدنى الأَرضِ وَهُم مِن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبُونَ. فِي بِضعِ سِنِينَ لِلَهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ وَيومئذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللَهِ..[[1]
ويقول سبحانه وتعالى: ]لَقَد صدقَ اللهُ رَسولهُ الرؤيا بالحق لتدخلُن المسجدَ الحرام إن شاءَ اللهُ ءامنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا[ [2]
ويقول الرسول صلى الله عليه و سلم : (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود...) والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا.
ليس هذا مقام بسط الحديث في حكمة الإخبار بالغيب ودور ذلك في حياة الناس. إلا أن البعض يرى أن النبوءات تورث التواكل والتقاعس!! وهذا الرأي قد يجدُ مصداقيةً علي الصّعيد النظري، أو بعبارة أخرى على صعيد الجدل العقلي البعيد عن محاكمة الواقع. أما على الصعيد العملي والواقعي، فان للنبوءات الأثر البالغ في رفع الهمم، واجتثاث اليأس من القلوب، ودفع الناس للعمل. وتاريخ الصحابة أصدق شاهد على ذلك.
هل جلس سرا قةُ في بيته حتى يأتيه سوارَا **رى؟ وهل تقاعس الصحابة عن فتح بلاد فارس وقد أخبرهم الرسول بحصول ذلك؟ وهل.... وهل ؟. ليس بإمكان المسلم أن يترك واجبا، والمسلم يطلب رضى الله بالدرجة الأولى، أما النتائج فيرجوها ولا يجعلها غاية في سعيه. هب أنني تقاعست لعلمي بحصول النتيجة، فما الذي يمكن أنْ أجنيه وقد خسرتُ نفسي؟! والدنيا دار ابتلاء وامتحان، وليست بدار مثوبة: ]واًلو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً. لنفتنهم فيه..... [3][
عشرةُ آلافٍ من المشركين يُحاصرون المدينة المنورة، حتى بلغت القلوب الحناجر، وحتى ظن الصحابة بالله الظنون، في مثل هذا الجو جاءت البشرى: (... اللهُ أكبر أُعطيتُ مفاتح **رى... اللهُ أكبر أُعطيتُ مفاتح قيصر..). نعم فلا يصح أنْ نترك الناس يصلون مرحلة اليأس المطبق: ] إنهُ لا ياْيئس من روح الله إلا القوم الكافرون[4][ يجب أنْ يتحرك الإنسان بين قطبي الخوف والرجاء فلا هو باليائس، ولا هو بالآمن:]فلا يأمنُ مكرَ اللهِ إلا القومُ الخاسرونَ[[5]. واليوم وقد أحاط اليأس بالناس حتى رفعوا شعاراً يقولون :"ما البديل؟" في مثل هذا الواقع ما أجدرنا أن نفتح للناس أبواب الأمل مع التنبه التام حتى لا ننزلق فنصبح من أهل الشعوذة والكهانة، فالإسلام حربٌ على كلِ ضروب العرافة والكهانة والشعوذة.
في هذا الكتيب نحاول أن نُفسر النبوءة القرآنية الواردة في سورة الإسراء تفسيراً ينسجم مع ظاهر النص القرآني، ويتوافق مع الواقع التاريخي. ثم نُشفع ذلك بمسلك جديد يقوم على أساس من عالم الأعداد يصح أن نُسميه :"التأويل الرياضي" أو "التأويل العددي". ويغلب على ظني أن الأعداد ستُدهشُ القارئ كما سبق وأدهشتني ودفعتني في طريق لم اكن أتوقعه. وسيجد القارِئ أن العدد "19" هو الأساس في هذا التأويل، مما يجعله يتساءَل: لماذا العدد "19"؟
القصة طويلة، والحديث في مسألة العدد "19" وما ثار حوله من جدال وشبهات، يحتاج إلى تفصيل وإسهاب. وهذا ما فعلتُهُ في كتابي: "عجيبة تسعة عشر بين تخلف المسلمين وضلالات المدعين" والذي طُبع الطبعة الأولى عام (1991م). ثم وفقني الله إلى صياغة الطبعة الثانية هنا في( مرج الزهور) والأمل أن يصدر عن (دار النفائس) في بيروت قريباً إن شاء الله.[6]
بعد الحديث عن حقيقة رشاد خليفة، وحقيقة بحثه، أقوم بتعريف القارئ بالخطأ والصواب في موضوع العدد (19) في القرآن الكريم. فالقضية استقرائية ورياضية، لا مجال فيها لقيل وقال، ولا مجال أن يستغلها الذين في قلوبهم زيغ من البهائيين وغيرهم.
بناء رياضي مذهل، وإعجازٌ سيكون له ما بعده، ولن يستطيع أحد أن يَحُول بيننا وبين ما يريد أن يجليه الله من كتابه العزيز: ] كتب الله لأغلبن أنا ورسلي[. لقد بذلت ما في وسعي لأضع هذه الأمانة في أعناق علماء الأمة لعلمي أن هذا الأمر لا يطيقهُ فرد، ولا حتى جماعه. وأملي كبير أن ينهض أهل العزم بهذه المسؤولية لتتم النعمة على المسلمين وعلى الناس أجمعين.
من يقرأ الكتاب الخاص بالعدد (19) سيدرك بشكل جلي معنى أن تقوم المعادلة التاريخية في هذا الكتيب على العدد (19). وأقول للذي لم يقرأ الكتاب: إن هناك بناءً رياضياً مدهشاً يتعلق بالكلمات والأحرف القرآنية، ويقوم على أساسٍ من الرقم (19). وإن هناك ما يُشير إلى أنهُ أساسٌ في عالم الفلك. ويدهشك في هذا الكتيب أن تكتشف أنه قانون في التاريخ أيضا.
يتألف هذا الكتيب من فصلين: الفصل الأول تفسير للنبوءة القرآنية الواردة في سورة الإسراء والمتعلقة بزوال دولة إسرائيل من الأرض المباركة. والفصل الثاني تأويل رياضي لهذه النبوءة ينسجم مع التفسير في الفصل الأول، ويضفي عليه مصداقية رياضية. وهو مسلكٌ جديد نأمل أن يكون مفتاحاً لكثير من أبواب الخير.
رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.