ذكر محللان من شركة جارتنر أن منتجات شركة مايكروسوفت من الممكن أن تتوقف بحدوث تغييرات في أجهزة الكمبيوتر الحديثة. وقد قالا أن نظام "الويندوز" لتشغيل الكمبيوتر والذي ساد العالم، قد أصبح كبير الحجم وقد يتم الاستغناء عنه أمام التحديات الحديثة في عالم الكمبيوتر. حيث يواجه نظام التشغيل هذا تهديدات من نماذج برامج تشغيل قائمة على الإنترنت أقل تكلفة في عالم الكمبيوتر مما يهدد بانهياره .
وكما جاء في تقرير تقني نشرته صحيفة "التايمز" اللندنية فإن التعقيد المتزايد لنظام الويندوز لشغيل أجهزة الكمبيوتر يعني أن وقت خروج الإصدار الجديد لا يمكن التنبؤ به، كما قال ميشيل سيلفر و نيل ماكدونالد المحللان في شركة جارتنر. حيث أن نسخة فيستا بها 50 مليون سطر كودي أي أكثر من ضعف عدد الأكواد في نسخة نوافذ 1996 من هذا البرنامج.
كما أن محاولات شركة مايكروسوفت للتوصل إلى نظام تشغيل جديد لتلبية النمو المتزايد في طلب شحنات الكمبيوتر اللازمة للعالم النامي، قد فشلت. حيث تحرص حكومات الدول النامية والمشترين الآخرين فيها على تخفيض نفقاته من 16 إلى 24 بالمائة، مقارنة مع 2 إلى 8 بالمائة في الأسواق الكبيرة.
وهذا هو السبب الذي جعل شركة مايكروسوفت تتخذ قرارا بتمديد فترة سماح لاستخدام النسخة التمهيدية من نظام نوافذ إكس بي – الذي يعد بداية نسخة فستيا – حتى يونيو 2010، أي لمدة عامين بعد العام النهائي لإستخدامها حيث لن يصبح مفيدا لأصحاب الصناعات في الأسواق الغربية تحميل نسخة ال إكس بي على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم بعد هذا التاريخ. هذا ما ورد في ندوة شركة جارتنر عن الإتجاهات الحديثة والتي عقدت في لاس فيجاس.
المحلل التكنولوجي "ماكدونالد" قال في عرض عنوانه " انهيار نظام الويندوز لتشغيل الكمبيوتر": بالنسبة لشركة مايكروسوفت ونظامها البيئي وعملائها، فإنها ترى أن هذا الموقف لا سند له، فالأمر يأخذ وقتا من الشركة كي تقدم إصدارات جديدة من نظام الويندوز، وبمجرد ظهور إصدار جديد فإنها تأخذ وقتا من أجل تدعيمه وتثبيته، كما أن المنظمات تحتاج إلى الانتظار للحصول على الدعم والثبيت ثم تتعامل بعد ذلك مع هذا الانتشار والإدارة الكبيرة للإصدار الجديد أملا في الحصول على فوائد غير مؤكدة."
ولكن نظام الويندوز قد أصبح نظاما غير ملائم كنظام تشغيل لأسباب أخرى، فسوف يصبح غير قادر على دعم أي تطبيق ربما يحتاجه المستخدم عندما تجعل التقنيات الجديدة أجهزة الكمبيوتر أكثر مرونة عما هي عليه الآن. كما أن استخدام تقنية ما يسمى بالواقع الافتراضي، مثلا، سوف يجعل أجهزة الكمبيوتر قادرة على تنفيذ أي تطبيق عندما يريده المستخدمون. وقد أدى هذا إلى فكرة ضرورة وجود نظام تشغيل يمكن تكييفه أو تعديله.
ووفقا لدراسة شركة جارتنر المسحية عام 2006، فإن غالبية المنظمات مشتركة من أجل أن تستخدم حوالي 6 بالمائة من أجهزتها وحوالي 9 بالمائة من الأجهزة بها نظام تشغيل الويندوز فستيا بحلول نهاية عام 2007، ولكن دراسة مشابهة أجريت العام الماضي أشارت إلى أن فقط 1 بالمائة من أجهزة الكمبيوتر المكتبية و3 بالمائة من أجهزة الكمبيوتر المحمول قد انتقلت إلى استخدام نظام التشغيل الجديد.
كما أن شركة مايكروسوفت التي تجمع حوالي 56 بالمائة من عائداتها من ترخيصات برامج مثل الويندوز والأوفيس، تعتبر مهددة من النموذج الجديد لبرنامج التشغيل المعروف باسم " برنامج الخدمة" حيث يمكن للشركات والعملاء بواسطته استخدام البرامج من خلال الإنترنت وتخزين المعلومات على أي مواقع في أي مكان.
وتنافس شركة مايكروسوفت الآن في السوق بشدة مع برنامج الخدمة، وفي الشهر الماضي على سبيل المثال، فإن النسخة الصادرة من برنامج الأوفيس والذي تساعد الناس على إنشاء الملفات باستخدام برنامج وورد على شبكة الإنترنت، من السهل أن تتم المشاركة فيه والتحرير فيه بواسطة الآخرين. ولكنها تواجه منافسة شديدة من شركات مثل غوغل التي أصدرت سلسلة من البرامج تعتمد على استخدام شبكة الإنترنت بواسطة العملاء ورجال الأعمال في محاولة لكسر احتكار مايكروسوفت للسوق.
وقال المتحدث الرسمي لشركة مايكروسوفت: إن الشركة تختلف مع ما ذكرته شركة جارتنر عن برنامج الويندوز. و لسوء الحظ فإن الكثير من البيانات التي تم عرضها تعتمد على نسبة صغيرة من عينات ممن حضروا مؤتمر شركة جارتنر ولا تعتمد على بحث علمي قوي"