غموض وإثارة وأشياء أخرى

بعيدا عن مسألة أن الفيلم مقتبس من فيلم أجنبي من عدمها، والتي أنكرها صناع الفيلم، وعجز أي ناقد من الذين قالوا إن الفيلم مسروق من إثبات كلامهم، ففيلم نقطة رجوع حافظ على الحد الأدنى من فكرة الاستمتاع التي تهدف إليها السينما في الأساس، فيلم تستطيع معه أن تتابع بشغف ما يحدث أمامك، تشارك في حل الألغاز الكثيرة الموجودة في السيناريو، يخلق جوا بينك وبين الأبطال، تستمتع بالفيلم وبأبطاله.
شريف منير من الممثلين الجيدين الذين أصابهم الكثير من سوء الحظ، قدم أدوارا جيدة في العديد من أفلامه التي شارك فيها بالبطولة تارة وقام ببطولتها تارة أخرى، وفي هذا الفيلم فرض الاحترام على نفسه لموافقته على المشاركة ببطولته، نظرا لصعوبة تقبل المشاهد لمثل هذه النوعية من الأفلام التي تدفعك للتفكير، وخاصة أن مثل هذا السيناريو يصعب تنفيذه في مصر، وخاصة مع مخرج يقدم أول أعماله السينمائية، فهو يحتاج لجو خاص يفرضه المخرج عليه، من جميع النواحي الألوان والإضاءة وحركة الكاميرا وزوايا التصوير والماكياج والديكور والموسيقى وغيرها من العناصر السينمائية التي تساعد في خلق حالة مغايرة للأفلام الكوميدية التي يتبع صناعها أسلوب الاستسهال.
شريف منير ونور من الفيلم
فيلم "نقطة رجوع" هو التجربة الأولى للمخرج حاتم فريد، وللمؤلفين الأخوين إبراهيم ومحمود حامد، تبدأ أحداثه بحادثة انقلاب سيارة من فوق مرتفع المقطم، وبدون أي مقدمات ننتقل إلى المستشفى لنجد أن بطلة الفيلم "ليلى" مصابة إصابات طفيفة، والبطل "هشام الجوهري" في العناية المركزةوحدثت تشوهات كاملة في الوجه، تتصاعد الأحداث وتتشابك وتتعقد بعد أن يذهب البطل إلى أمريكا من أجل عمل عمليات تجميل لإعادة وجهه المشوه إلى طبيعته وينجح في ذلك، الغموض يكتنف الموضوع، فهو قد فقد ذاكرته، لا يتذكر زوجته التي ترافقه في كل شيء، تعتني به وتسهر على راحته، تسافر معه كي يجري عملية التجميل، ولا تتركه في محنته، ولكن الأمور لا تسير كماه يهوى المشاهد، فالجميع كان في انتظار اللحظة التي ستعود فيها الذاكرة لهشام الجوهري، ولكنها لا تأتي إلا في نهاية الأحداث التي تجد بها العديد من المفاجآت التي تخرج عن المتوقع.
المؤلفان الأخوان إبراهيم ومحمود حامد استطاعا أن يصيغا السيناريو بشكل مختلف، فهو منطقي للغاية، لا يعتمد على قانون الصدفة، المشاهد جميعها مؤثرة ومرتبطة بالأحداث بشكل لا تستطيع معه الحذف أو التقليص من زمن الفيلم، تركا كل الخيوط مفتوحة من أجل تشويق المشاهد، رموا عدة مفاتيح لحل اللغز، ولكن بعيدا عن المفتاح الرئيسي الذي تركوه للنهاية، وهو ما ساعد على شد انتباه المشاهد إلى اللحظة الأخيرة من الفيلم، وعدم تسرب الملل إليه، أما الإخراج وهو العامل الثاني في جودة الأفلام فقد جاء مناسبا لجو الفيلم العام، وخاصة في الإضاءة والألوان التي اختارها لصورة فيلمه، فحاتم فريد في أول تجاربه وضحت شخصيته الإخراجية من خلال حرصه على خلق جو عام لم يخرج من إطاره فيلمه الذي خرج دون مط أو تتطويل في مشاهده، وهو الأمر الذي يشاركه فيه مونتير الفيلم منى ربيع الذي استخدم تقنيات القطع الحاد بين المشاهد في أوقاتها، ولكن العيب الوحيد كان في الصورة المهزوزة التي استخدمها بكثرة في فيلمه، وهو أمر مزعج بعض الشيء لعين المشاهد، كما أن مشاهد الأكشن في الفيلم لم تكن على المستوى المطلوب والمطاردات أيضا كانت عيفة للغاية.
من الفيلم
تمثيل شريف منير في الفيلم كان متوازنا، فقد حفظ الشخصية وذاكرها جيدا، وقدم الانفعالات المطلوبة، وإن لم يكن موفقا في آداء بعض المشاهد وخاصة في نهاية الفيلم، إلا أن الآداء بشكل عام جيد، أما نور فقد كانت محيرة في الفيلم، فهي في بعض المشاهد تؤدي بشكل جيد، وفي مشاهد أخرى غير موفقة بالمرة، وهو العيب الذي يؤخذ على المخرج، ولكن من الواضح أنه كان مهتما بالصورة على حساب الآداء، محمد شومان في هذا الفيلم قدم دورا جيدا ولكنه محيرا في نفس الوقت، فضابط الشرطة المستقيل والذي استأجره هشام الجوهري قبل الحادثة لمراقبة زوجته لشكه في سلوكها، وهو الذي يواصل طوال الأحداث الكشف عن حل للغز، ولكن المشاهد لا يعرف ماهيته، فهل هو شريف، أم أنه يحاول يبتز هشام، وقد أدى شومان الدور بخفة ظل ساعدت كثيرا على تخفيف الحدة والتوتر التي قد تصيب المشاهد.
إنتاج الفيلم لم يكن على المستوى المطلوب، وهو الأمر الذي أدى إلأى عدم خروج الفيلم بمستوى عالي وخاصة أن هذا الفيلم كان يحتاج إلى عناصر جيدة في الماكياج والديكور، وهو ما أدى إلى أن يخرج ماكياج تشوه وجه شريف منير بشكل مضحك بعض الشيء، أما الديكور فقد خرج فقيرا بعض الشيء ولم يكن هناك ابتكار فيه.
فيلم نقطة رجوع أعاد لنا الحد الأدنى من الجودة الفنية التي افتقدها الجمهور منذ أن بدأ وبال السينما التجارية من بعد موسم عيد الأضحى الماضي.
قصة الفيلم: رجل الأعمال هشام الجوهري يصاب بفقدان الذاكرة بعد حادثة سيارة ويتشوه وجهه، فيجري عمليات تجميل من أجل إعادة شكله، يشك في زوجته وفي كل المحيطين به، وخاصة أنه لا يشعر بأنه منهم بالفعل.
معلومات عن الفيلم
الفيلم: نقطة رجوع
سنة الإنتاج: 2008
إنتاج: شركة النصر
تأليف: إبراهيم حامد- محمود حامد
إخراج: حاتم فريد
بطولة: شريف منير- نور- محمد شومان- هيدي كرم
مدة الفيلم: 100 دقيقة

الله يستر
مشكوووووووووور

مشكوووووووووووور جدا

--------------------

يعطيك العافيه

اهلا وسهلا بالجميع ومشكورين عالمرور والمشاركة

» غموض بشأن بيع ياهو مع انقضاء مهلة عرض مايكروسوفت