|
عباس النوري في «باب الحارة» |
«لست حزيناً، بل أشعر أن المخرج أراحني من الخوف والقلق على مصير الجزء الثالث من المسلسل» بهذه الكلمات أجاب الفنان عباس النوري على سؤال حول شعوره بعد أن غاب عن الجزء الثالث من المسلسل الناجح «باب الحارة» الذي بدأ تصويره بجنازة أبو عصام في اعلان واضح عن غياب النوري عن المسلسل إذ انه هو الذي جسد هذه الشخصية الناجحة وارتبط بها المشاهدون في الوطن العربي.
ولكن لماذا غاب النوري عن الجزء الثالث رغم أنه أحد الأبطال الرئيسيين للعمل والذين ارتبط بهم المشاهد؟ الإجابة كما يقول النوري في حوار مع «الحياة» أن «المخرج صار هو منتج العمل! هذا هو السبب في رأيي» وهذا يوحي طبعاً ان خلافاً حول الأجر حدث بين بسام الملا وعباس النوري.
ويعتبر مسلسل «باب الحارة» من أكثر المسلسلات السورية نجاحاً، في الفترة الأخيرة، على مستوى الوطن العربي، والسر يكمن في حضور الحارة التي حلقت المشاهدين حولها، في حنين الى الحارات المصرية أو الدمشقية والتي بدأت في الظهور عبر الدراما... وعن هذا يقول النوري: «كان النجاح مفاجئاً للجميع. ولكن لماذا نجح «باب الحارة» بهذه الطريقة الساحرة؟ يبدو أن ثمة احساساً متكاملاً وبسيطاً في الوقت نفسه، وجدت فيه الأسرة العربية النموذج المفقود للأسرة العربية القديمة التي ذابت في عصر العولمة واختلطت فيها القيم والعادات مع الأوضاع الحديثة فافتقدت شفافيتها. وكأن المسلسل كان للحميمية واللحمة بين أفراد الأسرة العربية. ذلك في اعتقادي أحد العناصر الرئيسة التي أنجحت العمل.
يستطرد عباس النوري هنا فيقول: «في مصر فنانون يبرزون في هذه النوعية من المسلسلات لأن لديكم أرثاً أدبياً وروائياً للحارة قبل أن يكون لكم ارث درامي يتناول مفهوم الحارة أو (الحتة)... على الأقل لديكم نجيب محفوظ أحد كبار الذين كتبوا في هذا الاتجاه باقتدار، على عكس الوضع في سورية حيث لم يتم تناول هذا المفهوم كثيراً في الأدب أو الرواية. انظر الى أشهر المسلسلات المصرية، «ليالي الحلمية» مثلاً، أتت تتحدث عن تاريخ حقيقي مر على أبناء هذه الحارات من حول شخصيات موروثة يحبها المشاهد ويحب ان يتعامل معها».
حارة أخرى
وعلى رغم غيابه عن الجزء الثالث من «باب الحارة» إلا أن عباس النوري لم يتخل عن الحارة الدمشقية القديمة. إذ ها هو يصور حالياً دوره في مسلسل «أولاد القيمرية» عن أحد أشهر أحياء دمشق القديمة وهو من تأليف زوجته عنود خالد والسيناريو والحوار له مع حافظ قرقوط.
ويقول النوري: «في هذا المسلسل» أجسد شخصية عبدالله وهو موظف «أفندي» في الولاية العثمانية يدخل في صراع مع باقي موظفي الحكمدارية من المرتشين والسماسرة».
ويشارك في بطولة المسلسل أمل عرفة وأيمن رضا ورفيق سبيعي والإخراج لسيف الدين سبيعي». كذلك يستعد النوري أيضاً بعد انتهائه من «أولاد القيمرية» لتصوير الجزء الثاني من مسلسل «الحصرم الشامي».
أما بصدد التصريحات المتبادلة بين الفنانين المصريين والسوريين والتي يشعلها بعض الصحافيين من فترة الى أخرى. فكان للنوري نصيب منها إذ نسب اليه بعض الهجوم على الفن المصري وفنانيه لا يزال كثر يتذكره بين فترة وأخرى. لكن عباس النوري ينفي ما نسب اليه من اساءة للفنانين المصريين قائلاً: «أنا لا أنكر تصريحاتي ولكن جزءاً كبيراً منها ظهر بصورة بشعة وتم تحريفه ولا يمت اليّ بصلة لا سيما في ما يخص الفنانين المصريين». مضيفاً: «أنا لا أجرؤ على الإساءة الى الفن المصري وأمتلك شجاعة الاعتذار لو أخطأت».
ويشير النوري الى ان مصر ليست في حاجة الى شهادة من أحد في الثقافة والفن. و «مصر، كتاريخ، أكبر ممن يعبرون عنها. ولو تحدثنا عن ريادتها أرى أنها في الوقت نفسه مسؤولية، وهي كالعراب بالنسبة لي... وفي الوقت نفسه سأظل أحاور وانتقد وأقول رأيي في الفن».
وحول القرار الأخير لنقابة الممثلين في مصر والخاص بتحديد عمل الفنانين العرب في القاهرة بعمل واحد فقط في السنة، وهو قرار تم التراجع عنه، يقول النوري: «هذا شأن نقابة الممثلين في مصر. ومن حقها أن تدافع عن فنانيها وحقوقهم لأنه من طبيعة عملها ولكن في الوقت نفسه يجب أن يفرقوا بين الفنانين. هل تكفي تجربة واحدة لبعضهم أم لا؟ يجب أن يكون هناك أفق أوسع للقرار... وفي النهاية الاحتكاك العربي مطلوب للجميع لأننا أبناء ثقافة واحدة».