نعرف جميعنا أن المصابين بمرض السكري من النوع واحد يحتاجون الأنسولين يومياً. وتكمن إحدى الطرق لتزويدهم بها في زراعة الخلايا المنتجة للأنسولين، المستخرجة من الخنازير حديثة الولادة، في جسمهم. شمل اختبار تقنية الزرع هذه، التي قادها الباحثون في جامعة موسكو، عدداً من المتطوعين. نجحت المجموعة الأولى من المتطوعين في الاستغناء عن حقن الأنسولين لمدة خمس شهور كما قلل متطوعو المجموعة الأولى جرعة الأنسولين بنسبة 20 في المئة، مقارنة بالسابق، عندما عادوا مجدداً الى حقن الأنسولين. أما المجموعة الثانية فتمكنت من قطع جرعة الأنسولين بنسبة 40 في المئة على مدى ستة شهور.
ان زرع الخلايا البنكرياسية، المستخرجة من الخنازير، في الجسم البشري تكتنفها إمكانيات ضخمة، بما أن تجهيزات هذه الخلايا الحيوانية بلا حدود، عملياً. لكن زرعها لدى البشر تشعل مسألة جدالية بسبب المخاوف حول احتمال ضلوع فيروسات الخنزير، الخاملة في الخلايا، في تسبيب الأمراض.
للآن، لم يرصد الباحثون الروس أي من هذه الفيروسات لدى المرضى الذي تلقوا حقنة واحدة من خلايا الخنزير في بطنهم. وجرى كسو هذه الخلايا بهلام مصنوع من العشب البحري، مما يخول وصول المواد المغذية الى هذه الخلايا، من جهة، وانتشار الأنسولين خارج هذه الخلايا، من جهة أخرى. لكن، ما عدا ذلك، يحمي الهلام هذه الخلايا من هجوم يشنه عليها نظام المناعة المكتسبة بالجسم. ما يعني أن المرضى لا يحتاجون الى الأدوية المثبطة للمناعة (immunosuppressive)، وهي أدوية شديدة السمية وتأثيراتها الجانبية كثيرة، التي تمنع رفض الجسم لهذه الخلايا المزروعة.