لا غرابة ان تزداد الاصابة بالصداع في وسط الشباب الذين يبذلون قصارى جهدهم لكي يحققوا تقدما في حياتهم العملية دون اعطاء اي اعتبار لانعكاسات ذلك فيما بعد على صحتهم. ومن اجل التغلب على الصداع يسرعون الى تناول الحبوب التي لها تأثير مستقبلي قد يكون خطرا على كل اجهزة الجسم خاصة القلب حسب دراسات طبية عديدة، لذا ينصح الاطباء بتحديد اسباب الصداع اولا من اجل معالجته وقد يكون العلاج بسيطا اذا ما كشفت الاسباب.
ولقد شرح كتيب اصدرته وزارة الصحة الالمانية العديد من انواع الصداع منها صداع التوتر الذي يسببه الاجهاد اضافة الى عوامل نفسية.
فصداع التوتر ويسمى ايضا صداع الاجهاد يعد اكثر انواع الصداع انتشارا بين البالغين ، ويظهر بشكل دوري متقطع من فترة لاخرى، مرتين او ثلاث مرات في الشهر او بشكل يومي مزمن. ويصف المصاب بهذا النوع من الصداع بانه اشبه بحزام ضاغط على الرأس وتتراوح شدته في اغلب الحالات بين خفيف ومتوسط وقد يكون شديدا لدى البعض.
وقد تمتد فترة الصداع حتى ساعات عديدة وربما اياما، ويبدأ عادة خفيفا ثم يتدرج في شدته، ويحدث في اكثر الاحيان في ساعات النهار مما يجعل المصاب به غير قادر على التركيز لذا يلجأ الى الحبوب المسكنة من دون تقدير عواقبها المستقبلية، ويشتريها عادة من اقرب صيدلية من دون استشارة الطبيب للتغلب على اوجاعه بسرعة.
وعدم اللجوء الى وسيلة طبية صحيحة للتغلب على صداع التوتر يجعله مع الوقت صداع توتر مزمنا ويتركز في مقدمة او جانبي الرأس.ومع ان درجة الصداع تختلف من وقت لاخر الا انه يبقى موجودا في معظم الاوقات.
وتتراوح نسبة المصابين بصداع التوتر ما بين ال30 الى 80 في المئة من الناس واما صداع التوتر المزمن فلا يصيب اكثر من 3 في المئة، والنساء يصبن به مرتين اكثر من الرجال.
واشارت الدراسة الى ان هذا النوع من الصداع يعالج بالمسكنات التي يحددها الطبيب ويجب اخذ اقل جرعة منها، واذا اضطر المصاب لاخذ مسكنات بكثرة فعليه مراجعة الطبيب لان الاكثار منها قد يسبب ما يعرف بالصداع العكسي، الذي يعني حدوث الصداع عند التوقف عن اخذ المسكنات. وهناك وسائل اخرى لعلاج صداع التوتر منها ممارسة الرياضة وتمارين استرخاء وعلاج المشاكل النفسية والاجتماعية التي تلعب عادة دورا كبيرا الى جانب الوسائل الطبية التي يجب ان تأخذ بعد استشارة الطبيب.