تزداد ثقة الجالية العلمية الطبية، حول العالم، إزاء التصدي بأفضل الطرق لأي تفشي محتمل لفيروس أنفلونزا الطيور القاتل، بالفعل، تم إنشاء أول مستودع في العالم يحتوي على أجسام مضادة بشرية، هي تلك الأجسام التي ينتجها جهاز المناعة بالجسم عن طريق خلايا الدم البيضاء لمحاربة الجراثيم، قادرة على محاربة هذا الفيروس الفتاك الذي أودى بحياة 230 شخص على الأقل، حول العالم، في العام 2003. كما تم تأسيس هذا المستودع عن طريق استعمال عينات دم أولئك الذين أصيبوا بالفيروس إنما نجوا من الموت في موجة العدوى التي استهدفت تركيا بين العامين 2005 و2006.
ساهم في بناء هذا المستودع فريق دولي مؤلف من باحثين أتراك وأميركيين من معهد البحوث (The Scripps Research Institute) بكاليفورنيا.
ان قاعدة البيانات التي تحوي تلك الأجسام المضادة، التي أنتجها الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس "اتش 5 ان 1" دون أن يلقوا حتفهم، قد تمهد الطريق أمام إنتاج لقاح عالمي مضاد لفيروس أنفلونزا الطيور قابل للاستعمال لدى تفشي الوباء. علاوة على ذلك، ستسمح قاعدة البيانات(المستودع) بتطوير أدوية يتم إنتاجها بواسطة "نسخ" مضادات الأجسام البشرية المخزنة في قاعدة البيانات هذه. يمكن لهذه الأدوية أن تساعد السلطات الصحية العالمية، في المراحل الأولى من حالة الطوارئ، للحد من عدد المصابين بهذا الفيروس في حال تحوله الى وباء يهدد العالم.
بمعنى آخر، تمثل الأجسام المضادة، التي جرى استخراجها من نظام المناعة المكتسبة بالجسم لدى أولئك الذين أصيبوا بفيروس "اتش 5 ان 1"، سلاحاً جوهرياً. قام العلماء بعزل هذه الأجسام المضادة من عينات الدم، ثم جرى فهرستها في "أرشيف جزيئي". وتستطيع هذه الأجسام المضاد شل فيروس "اتش 5 ان 1". لذلك، هي مؤهلة للاستعمال الفوري في حال تحول أنفلونزا الطيور الى وباء عالمي.