في رواية عابر سرير للكاتبة الجزائرية أحلام ''مستغانمي'' تصف الكاتبة على لسان بطلها ''مراد'' النساء بأنهن شبيهات جداً بالأبواب فتقول :
من النساء من تشبه الأبواب الزجاجية للمحلات العصرية و''المولات'' التي تفتح حال اقترابك منها ،بينما يشهر بعضهن الآخر وقارهن مثل الأبواب الخشبية السميكة فيكن منيعات ومحصّنات حتى لا تستسهلن ، ومن النساء أيضاَ من تشبه الأبواب اللولبية الدوّارة كتلك التي موجودة في الفنادق ، تدور بك دورة كاملة حتى تجتاز عتبة كان يمكن ان تجتازها بخطوة ..أما النوع الآخر ، فيشبهن الأبواب الحديثة والثمينة المصفحة والمحصّنة ،كثيرة الأقفال والألسنة..لكن قد يتركن لك المفتاح تحت دواسة الباب كما عن غير قصد..
في ''صفنة'' قصيرة وجدت أن السياسيين أيضاَ يتشابهون احيانا مع الأبواب المذكورة أعلاه ، هناك من يفتح ذراعيه للمنصب وأحياناً ''للمكسب'' مجرّد أن يقف أمامه للحظة واحدة.. تماما كما الباب الكهربائي بغض النظر ان كان الرجل في أقصى اليسار أم في أقصى اليمين..
وهناك من يدّعي الوقار مثل الأبواب الخشبية السميكة ويكون محفوراً بالصمت و''مزوّقاً'' بحب الوطن ..فقط ليزيد وزنه ''السياسي'' ويزيد منصبه أو ''مكسبه'' لا أكثر..وهناك من هو مثل الأبواب الدوّارة ..يلف ويدور بك طويلاً والهدف الذي أمامه يمكن اجتيازه بخطوة ..وهناك من يضع ألف قفل وألف ''زرّيقية'' للدخول إليه وجس نبضه..لكنه يضع لك مفتاح الحل تحت لسانه أو في جيبه...
وإن جاز لي أن أضيف بعض أصناف السياسيين و''مداخيلهم'' من حكم تجربتي المتواضعة ، فإن بعضهم مثل باب الأباجور...يترتبون حسب يد ''الفاتح'' ويتضاءلون في حائط ''منفعتهم''..كما أن هناك من هو يشبه باب غرفة الفندق..لا يفتح الاّ إذا مرّرت به ''بطاقة الدخول الممغنطة أو ''الفيزا كارد الممغنطة''..وهناك من يشبه باب الدكان التقليدي ''اللفاف'' عندما يرتفع الى فوق ''يعلو'' ويتكبّر على الذي رفعه ، وعندما ينزل الى اسفل لا بد أن ينتهي عند قدمي الذي أنزله..
** وأخيراً هناك من هم يشبهون أبواب القلاع المحصّنة والمغارات الأسطورية أما هؤلاء فلا وجود لهم إلا في كتب التاريخ..