من قمم جبالك الشامخة إلى سهولك المتماوجة, بسنابلها المثقلة السمراء,ومن قراك المتناثرة هنا وهناك في الشعاب,والأطراف,وفوق الروابي , إلى أوديتك الرهيبة البعيدة الأغوار , ومن سفوحك المخضوضرة إلى رمالك الحالمة المترامية على الشطئان ,تتجدد صور سحرك وجمالك يا وطني...
من حفيف أشجارك, إلى أناشيد جداولك الأزلية , ومن تغريد الأطيار في حدائقك الملتفة الغناء ,إلى ألحان القصب الحنون, يرسلها الرعاة فوق التلال والسفوح تتعالى , إلى ألحانك وأناشيدك يا وطني...
أحببتك يا وطني ,لأنك عظيم في شموخك,جبار في خلودك ,جميل في تجدد واحاتك ,عميق في أغوارك ,رائع في انبساطك وتراميك,وغنيتك لأنك سحر للعين والأذن والأنف جميعاً.
غدا عندما تدق ساعتي , ويطرق بابي ملاك الموت,سأقول للباكين من حولي , وقد غمرت نفسي سكينة التسليم:
هنيئاً لمن يرقد في ثرى وطنه , فلا تبكوا ولا تجزعوا , بل احفروا قبري في تربة بلادي , ودعوني أتفيـَأ ظل شجرة من أشجارهـ ...