تصوير اشعاعي ملون لخلية تي 4 مصابة
الكشف عن مراحل انتقال الفيروس القاتل الى نواة الخلية يفتح الطريق امام التوصل الى ادوية تحول دون تمكينه من اصابتها. ميدل ايست اونلاين
باريس - نجح باحثون من معهد باستور في باريس في وضع تصور لمراحل دخول فيروس الايدز الى قلب الخلية المصابة، مما يفتح الطريق امام التوصل الى ادوية تحول دون تمكينه من اصابتها.
وتحتاج كافة الفيروسات الى الاندماج في المكونات الوراثية للخلية لتتكاثر، وهي تفعل ذلك معظم الوقت عبر دخول نواة الخلية لدى انقسامها.
اما فيروس الايدز فهو من نوع "لنتيفايروس" وينتمي الى الفيروسات الارتجاعية (ريتروفايروس)، ويمكنه الدخول الى الخلايا غير المنقسمة والتموضع في خليتها متبعا طريقا لم يكن معروفا حتى الآن.
وهذه الرحلة الى قلب الخلية هي التي وضع اعضاء فريق بيار شيرنو تصورا لها وفصلوها في مجلة "نايتشر ميثودس" العلمية لشهر تشرين الاول/اكتوبر.
وقام الباحثون بوضع علامة مضيئة على انزيم "انتغراز" وهو بروتين يرافق المكونات الوراثية للفيروس حتى اندماجها في احد الصبغيات (كروموزوم) في نواة الخلايا البشرية. وبفضل تقنيات تصوير الفيديو عبر المايكروسكوب، تمكنوا من اتباع المكونات الوراثية الفيروسية لدى تنقلها داخل الخلية.
وقام الباحثون بتصميم جهاز كمبيوتر متطور قادر على تحليل تحرك الجزيئات الفيروسية بدقة كبيرة عبر اعادة تجسيد مسارها بابعاد ثلاثية وبالسرعة الفعلية.
وتوصل بيار شيرنو وفريقه الى انه ولاختراق مادة السيتوبلازما الهلامية المحيطة بالنواة، تستخدم مكونات الفيروس الوراثية عناصر خيطية بروتينية من الخلية تقوده تدريجيا الى النواة.
ويمر الفيروس في البداية عبر خيوط تسمى "الانابيب الدقيقة" حتى يصل الى مقربة من النواة حيث ينتقل الى عصيات اخرى تدعى "اكتينس". ويلتحم فيروس الايدز بعدها بجدار النواة حيث يقوم بتغيير شكله ليتمكن من التسلل الى النواة عبر المسام.
وما ان يدخل الى النواة، يذوب الفيروس فيها ويفقد الباحثون اثر العلامة المضيئة التي وضعوها عليه.
وقال ديفيد ماكدونالد، استاذ علم الاحياء المجهرية من جامعة كليفلاند (اوهايو) في تعليقه على الانجاز في المجلة نفسها ان "الفريق حقق خطوة كبيرة نحو التوصل الى ادوات كفيلة برسم تفاصيل حصول الاصابة بفيروس الايدز عبر التعرف على طريقة تنقل الفيروس".
واضاف ان هذه التقنيات "ستتيح على الارجح التعرف على سبل منع حدوث الاصابة بفيروس الايدز واستخدام فيروسات لنتيفايروس الشبيهة بالايدز في علاج التشوهات الوراثية".