تقول ديانا هاكني إنها خسرت عملها إثر إصابتها بنوبة اكتئاب
|
وصف بأنه آخر المحرمات.
سيصيب المرض العقلي الحاد واحدا من كل أربعة أشخاص منا خلال فترة حياتنا. فواحد من كل ستة من سكان بريطانيا يعاني في كل الأوقات-فالغالبية الساحقة تتحمل الكآبة والشدة النفسية والقلق.
ومع ذلك يبقى الدليل هو أن وصمة العار والتفرقة أمر سائد في أماكن العمل، حتى بين أولئك الذين يعانون من مشاكل طفيفة ومتوسطة.
فبينما يكون 75 بالمائة من البالغين على رأس عملهم ويعاني 65 بالمائة من الناس من مشاكل صحية جسدية، فإن نسبة 20 بالمائة من كل هؤلاء يعانون من مشكلات صحية عقلية.
مثال صارخ
قصة ديانا هاكني كانت مثالا صارخا للموظفة التي عانت كثيرا، فقد قدر لها أن تكون أول امرأة موظفة في مركز رفيع لدى شركة متعددة الجنسيات مقرها لندن.
| كان الأمر بالنسبة لي مؤلما للغاية. لقد كان أكثر إيلاما من أي قضية صحية عقلية عانيت منها. ولازال الأمر يشكل مصدر إيلام لي مجرد أنني أفكر به
|
لقد سيطرت على ديانا فجأة موجة من الكآبة، وبعد ثلاثة أشهر من ذلك عادت إلى عملها لتجده، لا بل سيرتها المهنية بأكملها، قد تلاشيا دفعة واحدة في الهواء.
تقول ديانا: "كان ردهم هو 'أننا لا نستطيع الاحتفاظ بأناس مثلك في ذلك المنصب في شركتنا'. وهكذا لم يعد لدي من عمل. جلست على مكتبي، وسرعان ما أدركت أن الوضع لن يتبدل. في نهاية المطاف، طلبت منهم ترك العمل وكم كانوا سعداء لأنني طلبت منهم ذلك".
قصة مألوفة
هذه قصة مألوفة، فثلث الناس الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية يقولون إنهم طردوا من عملهم أو أجبروا على الاستقالة بسبب حالتهم تلك.
فأربعين بالمائة ممن يعانون من مشاكل الصحية العقلية يقولون إنهم حرموا من الحصول على عمل بسبب وجود سجل علاج نفسي لديهم، و95 بالمائة يتذكرون كيف أن مشاكلهم الصحية العقلية كان لها الأثر السلبي الكبير على عدم حصولهم على وظيفة.
بالنسبة لديانا، لم يكن هنالك من سبب طبي يمنعها من شغل منصب رفيع في شركتها. ففي الواقع اختطت لنفسها مهنة أخرى كمستشارة في الحقل التطوعي التابع للقطاع الخاص. وهكذا وأصبحت ديانا فيما بعد الرئيسة التنفيذية لهيئة خيرية تعنى بشؤون الصحة العقلية.
عرض وظيفة
وبالتالي، سارعت وزارة الصحة البريطانية في طلبها لتعرض عليها وظيفة مرموقة كممثلة المرضى في مجلس إدارة أحد الهيئات المعنية بالصحة العقلية التابعة للوزارة.
يجد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية صعوبة في الحصول على عمل
|
إلا أن ديانا تعرضت مرة أخرى لحلقة أخرى من الاكتئاب وكانت الهيئة الجديدة بعيدة عن تفهم الوضع.
تقول ديانا: "كان الأمر بالنسبة لي مؤلما للغاية. لقد كان أكثر إيلاما من أي قضية صحية عقلية عانيت منها. ولازال الأمر يشكل مصدر إيلام لي مجرد أنني أفكر به".
لقد ساءت العلاقة مع الهيئة فطلبوا منها الاستقالة، وطردت في نهاية الأمر من عملها.
"سأفقد صوابي"
تضيف ديانا: "أعتقد أن الناس فكروا أنني سأفقد صوابي أو أنني سأصاب بمرض الذهان وأصبح غير قادرة على القيام بعملي".
وتتابع: "هل يمكن أن يكون هذا الشيء صحيح؟ بالطبع لا، على الأقل بالنسبة لسجلي الطبي الذي لا يشير إلى ذلك".
وعن الكيفية التي تنظر فيها إلى أرباب العمل البريطانيين تقول ديانا: "فظيعون، هما حقا فظيعون. إن قصتي أبعد حتى من أن تكون فريدة".
ترى، ما هي نسبة أرباب العمل الذين يقولون إنهم لا يوظفون أناسا يعانون من مشاكل الصحة الذهنية؟ 63 بالمائة!