فنجان القهوة الصباحي أمر لابد منه لقطاعات عديدة من البشر
أفاد باحثون بأن تناول كميات قليلة من الكافيين كل صباح يساعد على اليقظة أكثر من تناول كميات كبيرة من المادة المنبهة "الكافيين" كما يظن البعض.
وأوضح باحثون بجامعة هارفارد أن تناول القهوة في الصباح يزيد كمية الكافيين في الدم، إلا أن معدلات الكافيين سرعان مع تقل على مدار اليوم.
وقال الباحثون أن تناول كميات قليلة ولكن منتظمة من مادة الكافيين قد يساعد على اليقظة وعدم الاحساس بالنعاس لفترة طويلة وخاصة بالنسبة للعمال الذين يعملون في ورديات متأخرة.
وذكر الباحثون في دراستهم التي نشرت نتائجها في دورية "سليب" (النوم) أن مادة الكافيين تؤثر على الجسم من خلال التفاعل مع أحد الأنظمة المسؤولة عن النوم بالجسم.
وتعمل الساعة البيولوجية لجسم الانسان بالاضافة الى نظام الثبات الداخلي بجسم الانسان على تنظيم عملية النوم حيث يتم استشعار الاختلافات بين الليل والنهار وهو ما يترتب عليه اثارة الاحساس لدى الانسان بالنعاس عن طريق افراز هرمون الميلاتونين وبعض الهرمونات الاخرى بصفة دورية.
أما نظام الثبات الداخلي فيحث الجسم على نيل قسط أوفر من النوم طوال فترة استيقاظه.
يوم مدته 43 ساعة
وأخضع باحثون من المركز الطبي لجامعة رش ومستشفى النساء وكلية طب هارفارد 16 شخصا للدراسة لمدة 29 يوما كانوا يعيشيون بمفردهم في شقق منفصلة دون وجود أي وسائل لتوضيح الوقت.
ومد الباحثون يوم المتطوعين بحيث يكون عدد ساعات اليوم 43 ساعة. وظل المتطوعون مستيقظين لمدة 28 ساعة وهو الوقت الذي يمكن أن يقضيه الأطباء والعسكريين مستيقظين قبل أن ينالوا قسطا من النوم.
وكان الهدف من مد عدد ساعات اليوم تعطيل عمل الساعة البيولوجية وتضخيم أثر النظام الاستقراري الذي دائما يدفع المرء للاحساس بالنعاس.
وكان المتطوعون يتعاطون حبات تحتوي على مادة الكافيين تعادل أونصتين من القهوة أو حبات فارغة ليس بها أي كافيين. وكانوا يتناولونها عند الاستيقاظ ثم كل ساعة.
ولم يعرف الباحثون أو المتطوعون أيهم يتعاطى الحبات التي تحتوي على مادة الكافيين ومن الذي يتناول الحبات الفارغة.
واكتشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون حبات الكافيين كانوا يغفون مرات أقل على مدار اليوم، بينما كان ينام المتطوعون الذين يتناولون الحبات الفارغة فجأة وبكثرة.
وأظهرت اختبارات جهاز قياس الإشارات الكهربائية في المخ أن المتطوعين الذين تناولوا الحبات الفارغة يغالبهم النعاس خلال 1.57 بالمئة من إجمالي الوقت الذي من المفترض أن يستيقظوا خلاله، أما الذين كانوا يتناولون حبات الكافيين فيشعرون بالنعاس في 0.32 بالمئة من وقت الاستيقاظ.
كما خلص الباحثون إلى أن أداء الأشخاص الذين تناولوا الكافيين كان أفضل في الاختبارات الذهنية.
وبالرغم من قدرة المتطوعين الذين تناولوا الكافيين على البقاء مستيقظين إلا أن شعور النعاس لا يفارقهم أكثر من الذين لا يتناولون الكافيين.
ويشير ذلك إلى أنه بالرغم من دور الكافيين في المساعدة على مقاومة النوم إلا أنه لا يحل محل التأثيرات التجديدية التي يحصل عليها الجسم عن طريق النوم.
بديل للنوم
وأشار الباحثون إلى أن الكافيين يعوق مادة الأدينوسين التي تلعب دورا أساسيا في دفع نظام الثبات الداخلي لتحفيز الشعور بالنعاس.
وقال الدكتور جيمس واتس باحث بعلوم النوم بالمركز الطبي لجامعة رش: "يستخدم أغلب المواطنين الكافيين بصورة خاطئة وذلك من خلال احتساء كميات من القهوة والشاي في الصباح. ويعني هذا أن معدل الكافيين في الجسم سينخفض بمرور اليوم."
وأضاف واتس: "بالرغم من أنه لا يوجد بديل للنوم إلا أن نتائج بحثنا قد تثمر عن طريقة أفضل لاستخدام الكافيين من أجل الحفاظ على اليقظة والانتباه وخاصة عندما يظل الشخص مستيقظا لأكثر من 16 ساعة."
وقال نيل ستانلي رئيس جمعية أبحاث النوم البريطانية في حديث لبي بي سي: "يشتري المرء نصف ساعة إضافية من اليقظة بتناول كميات أقل من الكافيين. يؤثر الكافيين على مستقبلات مادة الأدينوسين في الجسم إلا أننا لا نعرف تحديدا كيف يؤثر على الإحساس بالرغبة في النعاس."
وكانت أبحاث سابقة قد رجحت أن الكافيين قد يزيد من ضغط الدم، وأن تناول المرأة الحامل أكثر من ثمانية أقداح في اليوم في نهاية فترة الحمل يضاعف من احتمالات ولادة جنين ميت.