عزيز وغالي
بينما تراوح سعر الخروف البلدي (المعتعت) أي السمين ، بين ال 170 وال190 ديناراً.. بقي سعر الخروف البلدي (المورور) أي الهزيل يتأرجح بين الـ140 والــ150 ديناراً وذلك حسب اغلاق بورصة سوق الحلال ليوم أمس. (المعتعت) ذكرني بمزيج ''برنت'' و(المورور) ذكرني بنفط دبي خفيف والاختلاف بين السعرين ناتج عن الاختلاف في المواصفات طبعاً...
وبما أن سعر الخروف ما زال بارتفاع ،وان ثمن شرائه يعادل راتب شهر في وظيفة حكومية، أقترح على من يقتني هذا ''العزيز الغالي '' أن يراعي فيه ارشادات السلامة العامة وأن يوفر له أساليب الراحة و السعادة والرفاهية الممكنة : * مثلاً عند العودة من سوق الحلال ، ضع خروفك في الكرسي الأمامي من المركبة ثم تأكّد من ربط حزام الأمان ، وتعديل وضعية جلوسه ليتاح له رؤية الطريق من النافذة القريبة.. مع الأخذ بعين الاعتبار أن تضع باقي الأولاد في صندوق ''البكم'' خلال مشوار العودة فالأولوية ''للضيف''...
* لا تحاول استفزازه بالأغاني الهابطة مثل ''بحبّك يا حمار'' لسعد الصغير و'' قطّعت قلبي'' لبوسي سمير، احرص على أن تسمعه الأغاني الطربية الأصيلة مثل اغنية (ليلة العيد) و(يابور قلي رايح على فين) وما شابه!!.
* عند نزولك الى أقرب سوبرماركت ،لا تنس أن تشتري لك باكيت دخان ''وينستون'' أبيض لغايات'' التعفيط'' وكيس فوط ''كومفورت'' لغايات ''التفويط''...
* جنّب خروفك مشاهدة ''الملاحم'' ومحلاّت ''الكرش والكوراع'' بطريق العودة فهي بالنسبه له..ارهاب منظّم.
* عند وصولك البيت ''تنحنح'' وافتح طريقاً ''للعزيز الغالي''..واجعل الحريم يتخذن غرفة منفصلة، فالخروف البلدي من النوع الخجول والمحافظ جدّاً.
* حاول أن تواري عن انظاره جميع الجواعد الممدودة في الممرات أو الفراء المرتبّة على ''المطاوي'' احتراماً لمشاعره..
*أجلسه في ''صدر البيت'' وافتح له على قناة ''سبيس تون'' وسلّمه قيادة ''الريموت'' فيما إذا رغب في مشاهدة شيء آخر.مع التذكير بضرورة تشفير القنوات الاخبارية كي لا ''يتكدّر خاطره'' .
* اطلب من أم العيال بصوت منخفض أن تضرب له على ''المولينكس'' كم ورقة ملفوف ، خوفاً من يسقط أحد أسنانه أثناء المضغ فيفقد شرطاً من شروط الأضحية.
* اقترب منه بودّ واسأله ان كان يرغب شرب ''سفن أب'' مع الأكل أم لا، ولا غرابة أن يقول لك : ''فيه ميّة شعير''؟ لذا احرص ان تحفظ عبوتين على الأقل ''ميّة شعير'' من باب الاحتياط.
* آخر الليل أكثر له من المواعظ الحسنة تحديداً :عن الموت والحياة ، وأن الأعمار بيد الله.
* في صبيحة العيد خذه على لحام ''سبور''، يرتدي بنطلونا خصرا ساحلا..و''بودي'' أحمر ، وحالق'' فرساتشي''..أوهمه بأن هذا الرجل مجرّد حلاق..وان كان بالفعل هو ''حلاق أرواح''..
***
اخيراً.. عند ذبحه ، اقترب من بقعة دم كبيرة ...وشاهد نفسك في مرآة الدم...''ايها الانسان العربي''.
الأربعاء 16 كانون ثاني 2008م
رابط المصدر http://www.alrai.com/pages.php?opinion_id=7263