قطبي وعميق
منذ أن فتحت أمانة عمّان المناهل لاستقبال المطر..والمنخفضات الجوية تحوّل مسارها عن سمائنا شرقاً وجنوباً و تكورب هنا وهناك، حتى الغيوم المرتفعة القادمة من قبرص باتجاهنا، فجأة تغمّز و تعمل يو تيرن وترجع من حيث أتت..
منذ أن أعلنت فرق الأمانة عن جاهزيتها التامة لمواجهة الموسم المطري..ونحن لم نفرح بعد بمنخفض جوّي مكتمل النمو.. لذا أتمنى على أمانة عمّان أن تغلق المناهل فوراً، وأن تسد العبارات بالأتربة، وأن تخفض جاهزيتها وأن تعطي فرق الطوارىء اجازة حتى نهاية الشتاء.. علّنا نرزق بمنخفض جوي يفشّ الغل..
بعد موجة الجفاف والنشاف والصقيع الأخيرة..صرت أتمنى رؤية شوارع عائمة، وطرق تعاني من سوء التصريف، أتمنى رؤية سيارة عالقة وسط بيطوس ماء، وأربعة شباب يقومون مكرهين على الدز بينما الختيار يجلس وراء المقود لغايات التعشيق ..لا بل أشتهي أن يرشقني سائق طائش من رأسي الى أخمص قدمي ويعيدني للبيت ثانية..فأحييه من كل قلبي وأذكر محاسن والدته على الملأ..اشتهي مطراً سحّاً طبقاً عاماً..يروي البلاد كلها...بصراحة أنا خرمان على عبارة الطرق سالكة بصعوبة و مستوي على عبارة (منخفض قطبي عميق).. حتى رنة هاتفي ضبطتها منذ كانون أول الفائت على صوت مزراب بشْقَعْ شَقُعْ ..و الشقع يعني التدفق بقوّة.. كل مساء أتابع النشرة الجوية من تحت اللحاف، صحيح أن التلفزيون ينشّف ريقنا حتى يبثها، فبعد أن نحضر مجبرين دعايات الكولا والفوط وشركات الخلويات وحملة اعرف حقوقك ..تطل علينا احدى الفتيات الرشيقات و توقع قلوبنا عندما تحذرنا من الانجماد في ساعات الليل وفي الصباح الباكر..وبما أنني لا أعتمد كثيراً على كلام الصبايا،أقوم من فراشي وأجلس أمام التلفزيون مباشرة، أراقب بنفسي أجواء قبرص مجمّع المنخفضات فأجدها خالية تماماً.. فأقترح بيني وبين نفسي على دائرة الأرصاد الجوية أن تبحث عن منطقة غير قبرص تستورد منها منخفضاتنا،تماشياً مع سياسة الحكومة بمنع الاحتكار..
(استويت)..منذ بداية هذا الشهر وأنا أستحمّ على طريقة الانجكشن بخّاخ مستعيناً ببعض الصبّابات الذاتية...وفي الصباح غالباً ما أغسل وجهي ب مُلمّعْ زجاج وأنشّفه بورق جرائد..حتى الوضوء صار على طريقة ال دراي كلين ..
اشتهي منخفضاَ قطبياً عميقاً ملعون حرسي يعوّضنا عن ما فاتنا من عطش..بقلوب مؤمنة صادقة وطاهرة قولوا يا رب ..
الخميس 17 كانون ثاني 2008م
http://www.alrai.com/pages.php?opinion_id=7459