بصراحة النفط الاردني.. جاني طيفك فـي المنام!!

الافتاء عن وجود نفط في الاردن يحتاج الى علم وتطبيق للعلم وادوات استخراج للوصول اليه ان وجد وليس الاسراع في الافتاء حتى اذا قالت الحكومة لا نفط ولا هم يفرحون تحول الامر الى اتهام واعتماد على نظرية المؤامرة التي تغذي الشائعات التي بدأت تروج هذه الايام لا في موضوع النفط فقط وانما في مواضيع عديدة ولها من يغذيها حتى ممن يعتبرون ممن هم محسوبون على العمل العام وقياداته..

لماذا التشكيك فيما تقوله الجهات الرسمية المنوط بها المهمة . وهل يصل الظن والتشكيك الى الدرجة التي يدعي فيها البعض ان النفط اكتشف وتوفر وان الحكومة تريد اخفاءه وحجة هؤلاء انها تخفيه لاسباب سياسية وغير ذلك من حجج..

لو كان النفط موجوداً ومعروفاً مكانه لكان اكثر المبتهجين الحكومة نفسها لان ذلك يصنع لها مجداً ويقربها من الناس حين تزف لهم البشرى بولادة مداخيل رزق جديدة وهامة.. ولكان اكثر المهتمين بذلك قائد البلاد الذي يواصل التفكير بعناء في كيفية توفير الطاقة لمجتمع محدود الموارد امام الكلفة الرهيبة لاسعار الطاقة.. واذا كان الادعاء اننا نخبىء الاسود لليوم الابيض فهل ننتظر اكثر من هذه المرحلة قتامة لصرف الاسود بالابيض ان كان موجوداً !!وهل هذه المعادلة بحاجة الى فلسفة !! يبدو ان مجموعة القائلين بوجود النفط وتوفره والذين يصل بهم الخيال في استغفال عقول العامة والدهماء حد القول انه تدفق من آبار يعرفونها وانهم رأوا من يملأون به سياراتهم ويسيرون عليها مستشهدين بفلان وفلان ممن تحال لهم القصص دون علمهم وقد كنت وضعت نفسي لمدة اسبوع طوع من ياخذني معه الى مصدر النفط لأدب الصوت وابشر مع المبشرين لكن ذلك لم يحدث ولن يحدث..

القائلون بالنفط وتدفقه ووجوده جاهزاً مع وقف التنفيذ.. تدفقت تصريحاتهم اكثر بكثير من تدفق اي كمية للنفط ولو لعدة براميل ويبدو انهم تأثروا بالترويج الذي بثته شركة ترانس جلوبال وممثلها السيد نكي ابراهام (نزيه ابراهيم) الذي يقول بوجود (500) مليون برميل من النفط في وادي عربة. دون ان يثبته عملياً والذي يستميل نواب وصحفيين ليبشروا بما يقول دون ان ندهن حتى ايدينا بشيء منه او نضعه في معابدنا كما كانت تفعل الفرس قديماً حين كانت تعبده باسم المجوس.. ويبدو ان مثل هذه الاشاعات وتمويلها والتأثير بها عبر الى اروقة البرلمان وتحول الى اسئلة للحكومة ومواعيد لخوض حرب النفط تحت القبة. وقد كنّا ننتظر المبادرة لولا ان الجلسة لم يتوفر لها النصاب فزاد التشكيك في موقف الحكومة وبدى ذلك لفريق القائلين بالنفط صيدا وفيرا وكأن الحكومة تهرب من الاعتراف او تريد استمرار تخبئة النفط. وحين كانت تنعقد المبارزة بهت الذين قالوا بالنفط وتبخرت حجتهم ولم تثبت وتحولت الى قصص لادخان لها ولارماد في حين تقدم وزير الطاقة ومعه الحكومة وقد حفظ درسه وقدم حججه المفحمة سارداً الوقائع..

اتمنى ان يكون النفط في بلادنا فليس هناك منا من لايريد نعمته علينا ولكن السيارات التي عبئت من بئر السرحان نفطاً هي اقرب الى سيارات زارت الخيال او الى السيارات التي ادعت الادراة الامريكية انها كانت تحمل اسلحة غير تقليدية وتلف في شوارع بغداد قبل احتلالها هروباً من المفتشين الدوليين.. هكذا خطرت في ذهني المقارنة!! الصحافة الجادة لم تقصر في تقديم قصة النفط ولكن الذين يريدون الأخذ بشعار تفاءلوا بالخير تجدوه لم يتوقفوا عند القول من ان التفاؤل وحده لايكفي فاستمروا في الاعتقاد بوجود نفط تخفيه الحكومة وترفض الاعتراف به وكانهم يصطفون خلف موقف شركة ترانس جلوبال التي تنازع الحكومة في المحاكم من قبل وفي والشارع عبر الشائعات من بعد.

امام هذا الواقع يخطر على بالي قصة جحا واهل بلدته حين دبّر قصة ليضحك عليهم ومالبث ان صدق نفسه .. وهي تقول ان جحا قال لاهل بلده في محاولة منه لصرفهم عن بيته وابعادهم عن طعامه ان هناك من يوزع طعاماً خلف الجبل .. فسارعوا في الذهاب الى ذلك المكان وحين لم يجد احداً منهم حمل صحنه وركض وراءهم مصدقا كذبته !!.

.. ومع ذلك وآخذا بالتفاؤل بالخير تقوم شركة اخرى بورسيتي بالتنقيب عن النفط في منطقة البحر الميت وهي لم تجد شيئاً حتى الآن والتنقيب ليس جديدا في الاردن وعلى يد العديد من الشركات التي غادرت او بقيت منذ عقدين من الزمان . وقد دخل على الخط شركة لأيمن الحريري وحتى الشركة التي ادعت النفط جرت مشاركتها والعمل على اطفاء ديونها التي تجاوزت (30) مليون تحاول تسديدها بإدعاء ان النفط موجود حين جرى اخلاؤها لتراكم الديون وغياب الكفاءة في العمل .

ماقدمته وزارة الطاقة كان حاسماً ( وقد قطعت جهيزة كل خطيب ) ولكن تسييس القصة وتكثيف الاشاعة له مآرب اخرى ووراءه لقاءات ومصالح الذي تدفق هي التصريحات والذي عبئت مخازنه بالنفط هي الاشاعات والذي تضرر هي الثقة بالحكومة حين تنبرى شخوص محترمة من العمل العام بالتشكيك بماهو قائم وكان الحكومة تحول بيننا وبين الحلم الجميل في المنام الذي نريد مواصلته معتقدين انه واقع ..

احترم القائلين بوجود نفط فمن حقهم ان يسألوا ويتساءلوا وينقبوا ويقلبوا اسفل الارض اعلاها لكن الافتاء بوجود نفط تخفيه الحكومة يحتاج الى علم مادي يسند الفتوى والاّ اصبحنا لانميّز بين الحقيقة والخيال واصبح العديد منا يصدّق نتاج قسوة الظروف فيختلط علينا الامر وتستوي عندنا الانوار والظلم والله اعلم !!

مشكوووور

يعطيك العافية